۴۰۳۸
۰
۱۳۹۲/۰۹/۰۲

ترجمة احوال الآقا محمد علي بن محمد باقر الهزارجريبي المازندراني

پدیدآور: الشيخ محمد حسين بن محمد علي الهزارجريبي مصحح: السيّد جعفر الحسيني الإشكوري

خلاصه

المولى محمد علي بن محمد باقر الهزارجريبي المازندراني المعروف بالفقيه النجفي أحد أعلام القرن الثالث عشر

مقدمه:

المولى محمد علي بن محمد باقر الهزارجريبي المازندراني المعروف بالفقيه النجفي أحد أعلام القرن الثالث عشر، و قد وردت ترجمته في أكثر كتب التراجم المؤلَّفة لهذا الغرض([1])، و قد استفادوا في ترجمته من الترجمة التي كتبها ابنه الأكبر الشيخ محمد حسين (المولود سنة 1235).

قال شيخ مشايخنا العلّامة الشيخ آقا بزرك الطهراني في الذريعة 4/160 في تعريفه عن هذه الرسالة:

ترجمة آقا محمد علي بن آقا باقر الهزارجريبي النجفي المتوفى بقومشه سنة (1245)، لولده الأكبر الشيخ محمد حسين المولود سنة (1235)، و هو الذي جمع و رتب و بيض تصانيف والده على ما ذكره في آخر « مجمع العرائس » لوالده، و كتب ترجمة أحواله و تواريخه و تراجم مشايخه: المحقق القمي و المولى أحمد النراقي و السيّد محمد جواد العاملي، و صورة إجازاتهم له و فهرست تصانيفه، و أرسل أخوه الأصغر منه ميرزا محمد حسن المعروف بنجفي الأصفهاني هذه الترجمة بعينها إلى صاحب « روضات الجنات »، فنقل شطراً منها في « الروضات ». انتهى.

حصلت على هذه الرسالة في نهاية كتاب « الكواكب الباهرة » للمترجم الذي جمعه ابنه المذكور من تأليفات والده، و أورد في نهاية الكتاب تتميم في ترجمة والده و قال: و هذا التتميم ممّا كتبناه في سابق الأزمان و ألحقناه الآن إلى الكتاب مع تغيير و تبديل. و الظاهر أنه أشار إلى الترجمة التي كتبها في نهاية « مجمع العرائس ».

و هذه النسخة موجودة في مكتبة المجلس الشورى الإسلامي برقم (8902)، و قد نشرتها لأجل الفوائد التي تترتب على أمثال هذه التراجم الببليوغرافية. و الحمد لله أوّلأ و آخراً و ظاهراً و باطناً و هو خير موفق و معين.

قم المشرفه 13 رجب المرجب 1433

                                                            السيّد جعفر الحسيني الإشكوري

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لصاحب المنح و العوائد، و الشكر لمكمّل القواعد و الفوائد، و الصلاة على أشرف الخلائق محمد و عترته الأعاظم الأعالي الأماجد.

أمّا بعد: فهذه مواهب فاخرة، ترفع الحجب الساترة، و نجوم زاهرة، ذيل الكتاب طالعة، و تتميم نفعه عميم، من العبد الضعيف الفقير محمد حسين ولد كبير العلم الكبير، المصنّف العالم النحرير، كثيراً ما اختلج بالضمير، أن اُلحِقَ إلى عجز مصنّفاته التي قد جمعتها للماهر الحاذق، و شفاء فؤاد كلّ موافق صادق، فها أنا أقول قول الحق الذي لا تأبي عنه النفس الزكية، و يرغب فيه إلاّ ذو هوى و عصبية:

 

في بيان وصف هذا الكتاب

اعلموا أيّها الناظرون في تلك النجوم الباهرة، و الكواكب الزاهرة، أنّ هذا الكتاب المسمّى بـ « الكواكب الباهرة »([2]) أحلى من السكّر، و أصفى من المطر، و أزكى من رائحة المسك و العنبر، لما فيه من النفائس، و اللطائف و العرائس.

 

و درجاته و إجازاته و أحوال والده

ثمّ إن شئتم حال مصنّفه طود العلم الباذخ، و سنام الفضل الشامخ، العلّامة المتّقي، الذي لا شبه له و لا ثاني آقا محمد علي النيجفي الملقب بعلامة الثاني ـ أفاض الله عليه عرايس الغفران و أسكنه بحبوحة فراديس الجنان.

فاعلموا أنّه ـ نوّر الله مرقده و عطّر الله مضجعه ـ أجلّ قدراً من أن يبيّن، و أتمّ بدراً من أن يزيّن، و لكنّ ما نذكره من باب التنبيه على أحوال شريفة هذا الفقيه، و هو أنّه ـ قدّس الله سرّه و نوّر الله مرقده ـ كان من أعظم الفقهاء الكاملين، و أفخم العلماء العاملين، كان تمام عمره الشريف في طلب الزهد و التقوى، مدبراً على الدنيا، مقبلا إلى العقبى، مسلّم العرب و العجم، المهدّى بالطريق الأتقن الأقوم، المشرف بكامل الرشد و الفلاح، سالك مسالك الورع و النجاح، المبرى عن الحيل، المعرى عن الختل.

 

في بيان مدّة عمره

كان عمره الشريف سبع و خمسين إلاّ شهرين و أربعة و عشرين يوماً لما كتب بخطه الشريف في ظهر « مفاتيح الفقه »([3]) الموجود عندي الآن هكذا: تاريخ ولادتي سنة ثمان و ثمانين بعد المائة و الألف في ثاني عشر من شهر رجب المرجب، و قد ارتحل من دار الدنيا إلى العقبى في ليلة السبت من الثامن عشر من ربيع الثاني من شهور سنة خمس و أربعين و مائتين بعد الألف.

كان له أمراضاً عديدة كما أظهرها في بعض فواتح كتب « بحر الزاخر »([4])، ما عاش من لذائذ الدهر، متصدياً لمقتضى كريمة النفر، كان بعيني شريفه عرق السبل حيث لم ينظر إلى الكتاب خمسة عشر[5] سنة ـ أو أزيد ـ حتى ارتحل من دار الغرور، و لحق بأصحاب القبور، و مع ذلك كان الناس سائلا عنه عن مسائل لم يكن لغيره الحلّ قط و لو بعد التأمّل التام، و مُضيّ الشهور و الأعوام، و كان5 مجيباً لها بلا فصل و توقف، و إشكال و تكلّف، ربّما كان يسئل عنه في مجلس واحد مائة فرع جديد، و بيّنها بأكمل وجه سديد، و في جلسة واحدة كان مجيباً لجمّة المسائل الغامضة.

كان في هذه السنين مدرّساً بلا رجوع كتاب و مطالعة بقرائة العبارة؛ بل بلا قرائة، فيستعمون كلمة طيبة من عنده و لديه، و يشاهدون نظم بذل الدرّمن شفتيه.

كان متهجّداً قائم الليل، متقرباً بالنوافل، مواظباً للطاعات و العبادات، سالكاً ناسكاً مجتهداً، زاهداً متورعاً، فصيحاً بليغاً، أديباً جامعاً، ماهراً نحريراً، محقّقاً مدقّقاً، بدلا فاضلا، جامعاً للمعقول و المنقول، حاوياً للفروع و الأصول، مؤايداً من عندالله تعالى، ملقّباً بالفقيه في عصره و زمانه، لكونه بمثابة كان صاحب الفقاهة الاستشمامية كما ادّعاه ـ رحمه الله ـ أيضاً في بعض موارد « بحر الزاخر »([6]) فقهه المستقل مع عدم اشتهاره حق الاشتهار في جميع المدائن و الأمصار، و تركه طلب الرئاسة و المال، و اختياره صفة الخمول و الاعتزال، و قلّة معاشرته مع الناس فإنّه للشرور أساس، و ناهيك في فضل ذلك كلمات أهل بيت العصمة و الطهارة، و معادن الوحي و الحكمة و السفارة.

و لنعم ما قال شيخنا البهائي، ـ رحمه الله ـ أيضاً في هذا المقام: نظم

 

هر كه را توفيق حق آمد دليل
 

 

عزلتى بگزيد و رست از قال و قيل
 

چون شب قدر از نظر مستور شد
 

 

لا جرم سر تا قدم پر نور شد
 

اسم اعظم چون كسى نشناسدش
 

 

سرورى بر كل اسما باشدش
 

تا تو هم از خلق پنهانى همى
 

 

ليلة القدرى و اسم اعظمى
 

 

بلى؛ ليس سور للدين أحرص من هذا الحصن الحصين، إذ يجتنب منه كثير من المفاسد و الشرور، و معظم ما في القلب و الصدور.

 

في بيان جعله ملقّباً بعلامة الثاني

و إنّى اُلقّبه بالعلّامة الثاني، لأنّ مَن جامع فنون العلوم ليسمّى علّامة، فهو العلاّمة حقاً كما ستعرف عند عدّ كتبه و مصنّفاته، و الاستدعاء منكم أيّها العارفون بحقّه، و المربّعون في حدائق كتبه و مصنّفاته أن تلقّبوه أيضاً بهذا اللقب، فإنّه جدير بذلك كما لا يخفى على أزكياء الأفاضل و الأصحاب، و أولي البصائر و الألباب.

 

في ذكر ألطاف صاحب القوانين إليه

و من درجاته الشامخة، و مقاماته الباذخة انّه كان صاحب « القوانين » ـ عليه رحمة ربّ العالمين ـ مجلّلا له غاية التبجيل، ساعياً له في الترقي و التكميل، و أعطاه نسخة أصل قوانينه الموجود بخط شريف المصنّف عندنا الآن، و احترمه احتراماً كثيراً، و عزّزه اعزازاً بليغاً، و هذا أظهر من أن يستظهر، و أشهر من أن يبيّن أو يستفسر.

و من مقاماته الشريفة و مراتبه العلية ما سمعتُ منه ـ أعلى الله درجته ـ أنّه في الصغر و الصباوة رأى في المنام تهبط الكواكب و النجوم من السماء في يده و يلاعبها، قال: فحكيت ذلك لوالدي العلاّمة ـ عليه الرحمة ـ، فعبّر ذلك بالترقي إلى مقام الإجتهاد، و بشّرني بسلوك سبيل الحقّ و الرشاد، الذي هو غاية الأمد، و منتهى الأمل و المقصد، فبان لي صدق قوله و حسن تعبيره و اوله في زمان قصير، و أوان غير كثير بعون الملك المنّان و فضل القادر السبحان.

 

في بيان كونه مجتهداً في أوائل التكليف

و كان يدعي ـ رحمه الله ـ بلوغ غاية المراد، و نهاية منتهى الإرشاد، و الترقي من حضيض التقليد إلى أوج الاجتهاد في سنّ خمسة عشر. و هذا من مثله غير بعيد كما يصرّح بذلك عبارته في خطبة « مخزن الأسرار »([7]) تعليقته « الروضة » حيث قال ـ رحمه الله ـ: و لم أزل قبل أن أبلغ العشرين، و‌ها أنا ذا قد ذرفت الأربعين، متطلباً لاستكشاف سرّه المكتوم، مترقّباً لاسترشاف رحيقه المختوم، فأنفقت كنز الشباب في تحصيل مقدماته، و هاجرت عن الأحباب في اكتساب أسبابه و أدواته.. إلى أخر ما قال. و هذا عند المنصف شأن رفيع و مقام منيع، لا يحصل إلاّ لأوحدي الزمان، و ما سمع مثله في هذه الأزمان.

 

في بيان أحوال و الد الوالد و ذكر تلاميذه و غيره

هذا؛ و كان والد الوالد ـ قدّس الله سرّهما و كثر من عنده فتوحهما ـ أعني السحاب الماطر، و الجامع الماهر، و النجم الزاهر، ذاالفضل الظاهر، و القلب الطاهر آقا محمد باقر الهزارجريبي أصلا، و النيجفي التجاءاً و مسكناً و تدفناً، أيضاً ظاهراً ألبسه الله في الخلد من الحرير، و أسكنه في الغرفات على ذهب السرير، أيضاً جليلا في غاية الجلالة، نبيلا في منتهى العزّ و النبالة، جامعاً للمعقول و المنقول، ماهراً في فن المعقول.

يروي عنه جماعة من الفحول و الأعلام، و قد تلمّذ عنده طائفة من نادري القرون و الأيام منهم: صاحب « القوانين » و السيّد محمد مهدي الطباطبائي بحر العلوم صاحب « المصابيح » و « منظومة الفقه »، و الشيخ محمد جعفر صاحب « كشف الغطاء »، بل الفاضل الكامل العلاّمة البهبهاني ـ عطّر الله مرقده ـ على ما سمعت، و جمّ غفير من سائر الفحول ـ عليهم رحمة الملك العلاّم ـ كما سوف يجيء في إجازات الوالد ـ رحمه الله ـ أيضاً و يوضح فيها.

و كان ـ رحمه الله ـ معاصراً للعالم الربّاني، العالم الفاضل الكامل البهبهاني ـ عطّر الله فسيح تربته و أسكنه بحبوحة جنّته ـ، و مع هذا كان الهزار جريبي مدعوّاً بآقا على الإطلاق و البهبهاني بالتقييد بالبهبهاني. سمعت ذلك مراراً من الفاضل البارع صاحب « الإشارات » و « المنهاج » و « الشوارع »([8])، و قد جلّله في إجازاته عجز الإشارات و قال: إنّي رأيته للفخرية و المباهات.

و من غرايبه المعروفة ما نقل لي رجل من المعتمدين، عن والده، عن أستاده صاحب « القوانين »، عن الجدّ ـ عليهم رحمة رب العالمين ـ أنّه كان رجلا حطاباً شجاعاً في سنّ ثلاثين، فقتل جاموساً عظيماً بيده من دون حربة سدّ طريق العابرين، و حملها مع الجثة العظيمة الثقيلة على نفسه نحو الدار بحول الملك الجبّار.

فتعجب من ذلك و تنبّه بعده من أن ينبغي و يليق أن يصرف العمر مع تلك القوة و الشجاعة في أمر عالي حقيق، فتفكّر في الحرف و الصنايع، فوجد لكلّ جهة نقص و حط رتبة عدى العلم المنجية سفنه جميع الخلائق، و المظهر لخبايا الأسرار و الدقائق، رافع ايداع الدين و مشدده في قلوب أهل اليقين.

قال ـ رحمه الله ـ: فاشتغلت لتناوله، و بذلت الجهد في دوام اُكُله، فلم أزل أن أبلغ الأربعين فصرت من المجتهدين، و لعمري هذا من أعجب العجاب، فانظر كيف افتتح الله عليه الأبواب، ما هذا إلاّ بتأئيد من عند ربّه، و ما ذاك إلاّ بلطفه و كرمه.

 

في بيان صمت الوالد

و من شيم كريمة الوالد العلاّمة ـ عليه الرحمة ـ كون شعاره الصمت و السكوت، حافظاً لللسان، محترزاً عن فضول الكلام، كما أنّ السلطان المبرور، و الخاقان المغفور فتحعلي شاه القاجار أعجبه من الوالد هذه الصفة حين ملاقاته له و أوصفه بذلك، إذ هو كمال العلم و حقيقته، و أعلى مراتب فضيلة المرء و شرافته.

و ناهيك في ذلك كلمات أهل بيت العصمة و الطهارة، و معادن التنزيل و الحكمة و السفارة ـ صلوات الله عليهم أجمعين إلى يوم الدين ـ، ففي صريح بعض الأخبار عن عبدالله بن ميمون القداح، عن أبي عبدالله7 عن آبائه ـ: ـ ] قال [: جاء رجل إلى رسول الله6 فقال: يا رسول الله ما العلم؟ فقال: « الأنصات »([9]). الخبر.

و أيضاً عن معاوية بن وهب، عن أبي عبدالله7 قال: كان أميرالمؤمنين7 يقول: « يا طالب العلم إنّ للعالم ثلاث علامات: العلم و الحلم و الصمت »([10]). الخبر.

إلى غير ذلك من الأخبار الواردة في باب الصمت و حفظ اللسان المنعقد لها باب في « الكافي »([11]) البالغة أحد و عشرين حديثاً، فلا نطيل بذكرها من شاء فليرجع إليه، و إن شئت و جيزة لطيفة، و زيادة الخبر و البصيرة، فعن عائشة إنّ الرسول6 مع أنّه كان أفصح العرب و العجم، و أطلق([12]) أهل العالم، (وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الهَوى * إِنْ هُوَ إِلاّ وَ حْيٌ يُوحَى)([13])كان يتكلّم بكلمات يمكن عدّها.

هذا؛ و الصمت على قسمين: صمت باللسان، و صمت بالقلب عن خواطر الأكوان، فمن صمت لسانه و لم يصمت قلبه خفّ وزره، و من صمت لسانه و قلبه ظهر له سرّه و تجلّى له ربّه عزّوجلّ، و من لم يصمت بلسانه و لا بقلبه كان مملكة للشيطان و مسخرة([14]) له ـ أعاذنا الله من ذلك ـ، و من صمت قلبه و لم يصمت بلسانه فهو ناطق بلسان الحكمة ساكت عن فضول الكلام.

و لا بدّ في الصمت من أحد أمور الثلاثة: امّا حفظ الخطرات، أو مطالعة ذكر القلب، أو مشاهدة الأحوال التي تمرّ على القلب، و إلاّ لم يكن الصمت صمتاً.

و أيضاً إذا سكت اللسان عن فضول الكلام نطق القلب مع الله سبحانه، و إذا نطق اللسان سكت القلب، رزقنا الله تعالى خير ذلك بفضله و كرمه.

 

في ذكر الجدّ الأمّي

ثمّ اعلم إنّ الوالد العلاّمة ـ رحمه الله ـ بعد المراجعة من القم[15] من خدمة صاحب « القوانين » ـ عليه رحمة ربّ العالمين ـ جاء إلى الأصفهان، و هيئت له ـ رحمه الله ـ بأمر هذا الجناب كتب و أسباب.

ثمّ تزوّج بنت النحرير المحقّق، العرّيف المدقّق، أعجوبة الزمان، أسيد الدوران، صاحب « شرح نهج البلاغة »([16]) و مجلّدات التفسير و غيرهما من التصنيف و التحرير، جدّ أمّينا الماهر في كلّ باب، أعني ميرزا محمد باقر النوّاب([17]) ـ نظر الله وجهه يوم الحساب.

و كان الوالد في الأصبهان يصلي صلاة جماعة، و يبيّن المسائل الدينية، و يدرّس نبذ الأوان في الدار، و بعض الأعصار في المسجد الذوالفقار قريب الدار، و يتدرس عنده جمع كثير و جمّ غفير من الأفاضل و الحال يتلهّفون زمانه و يتحسرون أوانه، و الأصحاب متفقون في كثرة نفعه، و يرجحونه على سائر الدروس.

لم يفتح الباب على أحد مع أنّه رفيع العمد، إلاّ إذا الضرورة دعت، و الحاجة قضت، قد ذكر لي فاضل حكيم: إنّني بلطفه العميم حضرت درسه ـ رحمه الله ـ عدّة أيام كاد أن أجتهد، فما ظنّك بغير الحكيم، كان فنون الفقه ببنان بيانه منسجة، بل جلّ العلوم الحقيقية، لم ينفك في آن و لا دقيقة عن تحرير المسائل الدينية، أين مثله في أبناء الزمان، لم يأت بنظيره الدوران، كان بالصدق مأتي([18]) و في كل وصف مرضي، قد وقع أجره على ربّه و أسكنه في نعيمه و جنته.

 

في بيان تفصيل مصنّفات الوالد الماجد

و إنّي قد جمعت بعون ربّي و خالقي، و حسن مشيّة معيني و ناصري، غير ما لا يقبل الجمع و التدوين كحواشيه المتفرقة على الكتب و مكررات مصنّفاته، و مسوداتها المشتملة على الزيادة و النقيصة و اختلاف النظم و الأسلوب و الترتيب لا محالة إلى غير ذلك، من مصنّفاته المتكثرة كما تضبط اللئالي المنتشرة، بعد ارتحال الوالد النحرير إلى نعيم و ملك كبير، عدى « مخزن الأسرار الفقهية »([19]) حاشيته « الروضة » الذي كان في زمان حياته ـ رحمه الله ـ يعمّ به البلوى و يصل من الطالبين إليه النداء، ] و هي [ في ثلاث مجلّدات: الجلد الأوّل من الطهارة إلى الوقف، و الجلد الثاني من الوقف إلى الإجارة، و الجلد الثالث من الإجارة إلى آخر الديات، كلّ من الجلد الأوّل و الثاني إثني و عشرين ألف بيتاً تقريباً، و الجلد الثالث ثلاث و ثلاثين ألف بيتاً تقريباً، و المجموع قريب ثمانين ألف بيت.

و عدى أصوله « حاشية المعالم » التي خلت عن الإختلال، و خلصت مواضعها عن الأشكال، غير مفتقر إلى التنقيح، و قد حرّرت على نهج الصحيح، غير أن الثاني كان بلا اسم و سمّيناه بـ « مجمع العرايس الوجيهة »([20])، و الأوّل كان شديد الإختلال، مغشوش المحال، فصرفت مدّة مديدة([21]) و شهور عديدة في رفع اختلاله، و اغتشاش حواشيه، فكلّما استنسخ من ذلك قبل أن ينقح، و في زمان حياته لابدّ أن يوازن و يقابل مع نسختنا، فإنّه كم من عباير « الروضة » المعلّقة عليها قد تشوشت و اضطربت فيه، و ربّ فقرات قد امتزجت و اختلطت في هوامشه و حواشيه، و تقدّم و تأخّر في أطراف النسخة و متنها، و ربّ تروك لا علامة لها، و ربّ حواشي لها شعب، و في تنقيحها ألف تعب، و ربّ تروك متعدّدة لها رادة واحدة، و ربّ قوله قد وجد في صفحة و محلّه في صفحات ماضية أم آتية، و من هذا القبيل ممّا تفوح منه نسائم الضياع و التعطيل.

لكنّ قد أصلحت الكلّ، و رفعت الإختلال من الجلّ، و أطبقت جميع العناوين و عبارات « الروضة » مع « الروضة » من أوّله إلى آخره في كمال المشقّة، و غاية الصعوبة، بإعانة خالق البرية، و لا تظنّن هذا من الأمور السهلة اليسيرة، بل بلغت روحي في تنقيحه إلى التراقي.

و عدا هذا الكتاب الذي سلف تفصيل أحواله في خطبته، و كتباً اخر في الفقه استدلالية لم ترمثلها العيون، كانت مخفية تحت نقاب الخفاء و الكمون، أحدها المستقل و هو المسمّى بـ « البحر الزاخر » في مجلّدات أفضل الكتب، رافع الحجب، كثير الفروع المبدعة، مستوفى الاستدلالات المبتكرة، في غاية البسط و الاستدلال، نذكر بعضها على نهج المثال: صلاة مسافره فقط تقرب عشرين ألف بيت، نكاحه فقط كاد أن يكون أربعين ألف بيت، كلّ من رضاعه و طلاقه فقط يقرب إثني عشر ألف بيت، دياته فقط تقرب خمسة عشر ألف بيت، و هكذا سائر كتبه.

و الآخر غير المستقل على « قواعد » العلاّمة المسمّى بـ « تكملة القواعد الدينيّة »([22])، و لعلّه أكمل من « البحر الزاخر »([23]) و « مخزن الأسرارالفقهيّة »([24])، إذ وقع تصنيفه متأخّراً عنهما، مضافاً إلى « حاشيته المدارك و الشرائع » على أقل قليل منهما المسمّى بـ « كنز الكنوز»([25])و « رمزالرموز »([26]).

و أصولا مستقلاّ المسمّى بـ « اللئالي المتلألأة »([27])، و تعليقة على شطر « القوانين » المسمّاة بـ « حلاّل الغوامض المعضلة »([28])، و صحيفة لطيفة و تعليقة شريفة على « الشوارق والتجريد و حواشيه »، ثمّ المطالب المستقلّة السّامية الكلامية المسمّاة بـ « مفتاح الكنوز »([29])، و أجزاء في تفسير بعض الآيات الواردة في حقّ الأنبياء و قصص النازلة في حق الرسل:، و نبذ الأخبار المعضلة و بعض المسائل الهيوية، و حواشي على باب ألف « المغني » ـ و إن لم أقطع بكون تلك الحواشي من مصنّفاته الشريفة ـ المسمّاة بـ « البدر الباهر »([30])، و أجزاء في الرجال المشتملة على فرائده ـ رحمه الله ـ في الرجال المسمّاة بـ « السراج المنير »([31])، و رسالة في الحكايات الظريفة و الوقائع الطريفة و المطالب الشريفة المسمّاة بـ « أنيس المشتغلين »([32])، و رسالة كافية شافية وافية في الإمامة المسمّاة بـ « تبصرة المستبصرين »([33])، و رسالة في شرح القصائد الحسنة العربية من الشعراء المشهورة، و كشف الحجاب عن معضلها و خافيها، و شقّ النقاب عن خبايا رموزها و شفاجرف كنوزها المسمّاة بـ « محيى الرفات »([34])، و كتاباً في المسائل المتفرقة و غيرها المسمّى بـ « مجموعة المتفرقات »([35]).

فعلى الذي ذكرنا ممّا جمعنا و غيرما جمعنا([36]) قد صنّف الوالد الماجد العلاّمة ـ طاب الله ثراه و أحسن مقامه و مثواه ـ ستّة كتب في الفقه، و ثلاثة في الأصول، و واحداً في الحكمة و الكلام، و واحداً في التفسير و الهيئة و النحو، و واحداً في الرجال، و واحداً في السير و التاريخ و الحكايات، و واحداً في الإمامة، و واحداً في القصائد الحسنة العربية، و واحداً في المسائل المتفرقة و الرسائل الپارسية و نحوهما، فالمجموع ستّة عشر كتاباً.

 

أسامي كتب الوالد العلامة

و الأسامي: « بحر الزاخر »، و «مخزن الأسرار الفقهية»، و «تكملة القواعد الدينية»، و «الكواكب الباهرة»([37])، و «كنز الكنوز» و «رمز الرموز»، و «اللئالي المتلألأة»، و «مجمع العرايس الوجيهة»، و «حلاّل الغوامض المعضلة»، و «مفتاح الكنوز»، و «البدر الباهر»، و «السراج المنير»، و «أنيس المشتغلين»، و «تبصرة المستبصرين»، و «محيى الرفات»، و «مجموعة المتفرقات».

و كل ذلك في الحقيقة تصنيف الوالد العلاّمة ـ رحمه الله ـ و تأليفي العبد القاصر، إذ لولاي لاندرس كلّها و ذهب من البين جلّها، لكونها أجزاء متفرقة مختلة، و إنّي وضعت لكل خطب و وقع علىّ في تنقيحه تعب من أقسام التصرفات و أنواع التدبيرات، لكل نوع تصرف على حدة، و مرارات شديدة، و صرفت أموالا كثيرة و أوقاتاً شريفة في أعوام طويلة حتّى تهيئتها و صارت قابلا للإنتفاع و رايجاً و كتاباً و للطالبين أسباباً، اللهم أفض الرحمة على الوالد ملأ الأرضين و السموات، و أسكنه بحبوبة الخلد أعلى القصور و الغرفات، و أشركني معه في أمره عوض المشاق و الزحمات، فإنّك عالم السرّ و الخفيات و مجيب الدعوات.

لكن العجب كلّ العجب من هذا الفاضل المنتجب، انّه في العمر القليل مع كون السنين الكثيرة مبتلياً بالأمراض العايقة، و الأسقام الصادمة ـ كما سلف ـ كيف صنّف هذه الكتب الكثيرة الشريفة التي قد جمعتها و أخرجتها إن شاء الله عن تحت نقاب الخفاء والكمون، و لقد أبصرنا و نوّرنا بها العيون، و هذا خارج عن طوق البشر عند الإنصاف، ولدى مَن وضع مِن رقبته ربقة الجور و الاعتساف، فانظر انّه ـ رحمه الله ـ لو بقي إلى الآن كم أحيى أنحاء فنون العلوم، فذكّر فما أنت بملوم.

و بالجملة قد صرف الوالد الماجد العلاّمة ـ قدّس الله سرّه الشريف ـ تمام عمره من مشيبه و عنفوان شبابه بطاعة ربّه، و تحصيل رضاه و قربه، كان له حالات و مقامات شريفة، و صفات كريمة، و قد برز منه كرامات كثيرة، معروفة منتشرة، و لمّا كان بعض ذلك في دفع أعادي الدين و إهلاك الظالمين([38])، و بعض اُخر محتاجاً إلى استعلام المعمّرين إلى غير ذلك، فنقتصر بدله على نبذ ما يصلح الذكر و البيان، و ما لك فيه شاهد و تبيان.

 

في بيان بعض مكارمه العلية و مقاماته السنيه

فنقول: الأوّل: قد ذكر لي بعض الفضلاء المعتمدين([39]) من الديانين إنّه قبل ارتحاله ـ طاب الله ثراه ـ من تلك الدار إلى دار المستقر و القرار بأيّام رأيت بعض الأئمّة ـ: ـ أو كلّهم ـ: ـ في عالم الرؤيا و المنام يقولون لي بهذه العبارة بلازيادة و نقيصة: آقا محمد علي نجفى را بشّره بجنّات النعيم، فكتبتُ الواقعة إليه ـ رحمه الله ـ فما مضى إلاّ أيّاماً معدودة ارتحل من دار الدنيا إلى العقبى.

الثاني: ما رأيت نفسي في حداثة السنّ قبل البلوغ فإنّه بعد طيران طير الروح عن جسده الشريف و وصوله إلى مقام القرب في قرية من قرى الغربة([40]) في ليلة من الليالي هارباً من الوباء، فلمّا استيقظنا بعد طلوع الفجر ذراري صغار باكياً متفجعاً لاطلاعنا على الأحوال، فلمّا نظرت إلى نعش الوالد ـ رحمه الله ـ فكأنّه رأيت شبحاً كثيراً بعد شبح تهبط على جسمه الشريف، و جسده اللطيف، و غالباً على رجليه إلى مدّة مديدة، و إنّي لكنت قائلا في نفسي: إنّ هذه ملائكة السماء ليحضرون عليه من العالم العلياء، لكونه من العلماء و الأجلة و الأتقياء، و كانت تلك الشبح متحركة و كأنّما تقبل رجليه ـ قدّس الله سره ـ.

الثالث: ما وقع في هذه الأيّام آخر سنة 1258، و هو المكتوب الذي كتب بعض المعتمدين من معمّري الطلاب من بعض القرى إلى العالم الربّاني آقا ميرزا سيّد محمد الشهشهاني الأصفهاني ـ أطال الله بقاه ـ و هو موجود عندي الآن، و ملخص مضمونه أنّه رأى في المنام، الإمام الهمام أبا عبدالله جعفر بن محمد الصادق ـ عليه و على آبائه و أبنائه التحية و السلام ـ أمر السيد بقرائة خطبة كتاب صنّفه، فلمّا قرأ إلى أوّل المطلب استحسنه7 و قال: إنّك قبل تلك الخطبة كتبت خطبة أخرى و قبل الإتمام تركتها، و كتبت تلك الخطبة و صدّقه7 السيّد، ثمّ قال الإمام7: إنّ المكالمات و عبارات المرحوم آقا محمد علي النجفي كان للناس أنفع من المكالمات و عبارات فضلاء هذا الزمان، هذا عين عبارته نقلتها ليزيدك إيضاحاً و يقيناً، و هو كماترى ممّا لا شك فيه و لا شبهة يعتريه، و من أمتن الشواهد و أتقن الدلائل على جلالة قدره و سموّ مرتبته، و لا كلام فوق كلام المعصوم و لا بيان بعد بيانه7، و هذا الرؤيا آثار الصدق فيه ظاهرة، سيّما و قد ورد انّ المنامات التي يرى فيها المعصوم صادقة، ليست بشيطانية، لأنّ الشيطان لا يرى في صورة الأئمة ـ: ـ.

و قال أيضاً قبل ذلك النوم رجل ثقة من الطلاب المعمرين رأيته ـ رحمه الله ـ مع الجلالة يجري الحدّ على ميّت و عنده طعام وافر أعطاني منه.

أقول: و إنّي أيضاً كلّما رأيته ـ رحمه الله ـ في المنام رأيته مع الأبهّة و الجلالة، و حالات حسنة، و كذا رآه جمع اُخر في درجات رفيعة و مقامات شريفة لا يسع المقام ذكرها.

 

في بيان بعض باقياته الصالحات و صدقاته الجاريات

و من باقياته الصالحات و صدقاته الجاريات، التي تدلّ على رفعة شأنه و قوّة نفسه، و نفوذ أمره و حكمه، منعه ـ رحمه الله ـ حكّام القميشة مما يأخذون من أموال الأنام، من الخاصّ و العام على سبيل العشارى كما هو متعارف أكثر البلاد، و كان ذلك في كلّ سنة ألوف توامين كثيرة، و انهدم ـ رحمه الله ـ بنيان تلك البدعة، و هذا الخير منه ـ رحمه الله ـ باق إلى الآن و المسلمون منه مترفّهون، ولا تزعمنّ ذلك من الأمور السهلة اليسيرة، بل هو أمر عظيم عزيزما صدر مثله من أحد من العلماء الأبرار، ذي القوّة و الشوكة و الاقتدار.

إلى غير ذلك من المنافع الشتّى المتعلقة بالدين و الدنيا أوصله إلى الفقراء و الأغنياء، و لا يخفى، و هذا شيء يسير، و قليل من كثير من أوصافه الرضية و أحواله المرضية، إذ مناقبه لا تحصى و فضائله لا تستقصى.

 

في تاريخ وفاته و بيان مدفنه و مرقده الشريف

و إنّما قد ارتحل ـ كما سلف ـ من الدنيا إلى العقبى في ليلة السبت من الثامن عشر من شهر ربيع الثاني من شهور سنة خمس و أربعين و مأتين بعدالألف بعد الهجرة المصطفوية النبويّة ـ على مهاجرها آلاف سلام و تحيّة ـ في البقعة المسمّاة بشاه سيّد علي أكبر، و هو ـ رضي الله عنه ـ أحد أبناء الأئمّة ـ عليهم الصلاة و السلام ـ بمرض الوباء هارباً منه قريب القميشة بفرسخين.

و قد دفن ـ رحمه الله ـ في طرف يسرى الضريح المقدّس تحت البقعة المباركة المذكورة، و له أيضاً قبر مرتفع عالي، يحترمه و يزوره الأداني و الأعالي، و إنّي حينئذ كنت ذو تسع أم عشر سنين.

و لكنّني مكّني ربّي البدأة في جمع تصنيفاته و ضبطها في سنة ثلاث و خمسين ومأتين بعد الألف في سنّ ثمانية عشر تقريباً، و كان المصنّفات قبل ذلك مع سائرالكتب عند وصيّه الفاضل البارع صاحب « المنهاج » و « الإشارات » و « الشوارع » ـ سلّمه الله تعالى ـ.

 

في ذكر أساتيده و مشايخه

و قد تلمّذ ـ رحمه الله ـ في علمي الأصول و الفقه ـ أو مطلق المنقول على ما أظن ـ عند الأفاضل الأماجد، و الأعلام الفرائد، بحار العلوم و رياض الفنون، قواء الأبدان و أنوار العيون، أساتيد العلماء الأبرار، و مراجع الفضلاء و الأخيار، جامعي المعقول و المنقول، حاوي الفروع و الأصول، شموس فلك الإفادة و صاحبي الشرف و السعادة، مفاخر الشيعة و رؤساء الفرقة المحقة، أكملي المحققين، و سادات المتأخرين، الزهّاد العبّاد، و أنوار حدائق العباد أعني الآقا سيد محمد مهدي الطباطبائي بحرالعلوم، و الشيخ محمد جعفر البحريني، و الآقا ميرزا أبي القاسم القمي ـ على ما أظنّه أيضاً ـ صاحب « القوانين » المذكورين سابقاً، المتلمذين عند والده السابق الذكر ـ أعلى الله مقاماتهم و رفع معاليهم و شكر مساعيهم جميعاً ـ.

في بيان مَن أجازه من الأعلام و ذكر إجازاتهم الشريفه

و إنّما أجازه المحقّقون المدقّقون، شموس الملّة والدين، العلماء الكرام، و الفضلاء النبلاء العظام، مقننوا قوانين الحلال و الحرام، أوحدوا أهل زمانهم، و أكملوا علماء أوانهم، فحول الدوران، و فرائد الزمان، أولوا الرفعة و الشأن، المشايخ العظام الكرام، و الرؤساء الأجلاّء الفخام، محيوا الشريعة و ماحوا البدعة، البحار العميقة، و السيوف الدقيقة الآقا ميرزا أبوالقاسم القمي صاحب « القوانين » السابق الذكر، و الآقا خوند ملاّ أحمد النراقي صاحب المصنّفات الكثيرة المعروفة منها: « مستند الشيعة »، والآقا سيّد جواد العاملي شارح « قواعد » العلاّمة بأربعة مائة آلاف بيت ـ شكرالله مساعيهم و رفع معاليهم، و أنزلهم من الفردوس أعاليه ـ حسب ما نورد الآن عين إجازاتهم الموجودة عندنا الآن بخطوطهم الشريفة و خواتيمهم المنيفة بالترتيب من الأوّل، ثمّ من الثاني، ثمّ من الثالث، فارتقبها([41]).

 

صورة إجازة صاحب القوانين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين، و الصلاة و السلام على محمد و آله أجمعين.

أمّا بعد: فقد استجازني الولد الأمجد الأسعد، العالم العامل الزكي، و الفاضل الكامل الذكي، الألمعي اللوذعي، المحقّق المدقّق، صاحب الفطنة الوقادة، و القريحة النقادة، الجامع للصفات الحسنة، و الملكات المستحسنة، الفائز بفضله الزهد و التقوى و الصلاح، الحائز لموجبات الترقي إلى أعلى درجات الكمال، المستتبع للفلاح آقا محمد علي ابن العالم العلم، بل الأفضل الأكمل الأعلم، جامع المعقول و المنقول، حاوي الفروع و الأصول، المسمّى باسم أبيه الواصل إلى رحمة الله الغافر آقا محمد باقر الهزارجريبي المازندراني.

و لمّا وجدته أهلا للإجازة فأجزت له أن يروي عنّي كلّما يسوغ لي إجازته، و يصح لي روايته من الكتب الإسلامية، أصولا و فروعاً، سيّما « الصحيفة السجادية » الملقّبة بزبور آل محمد و إنجيل أهل البيت ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ، و الكتب الأربعة التي عليها المدار في جميع الأعصار: « الكافي » و « من لا يحضره الفقيه » و « التهذيب » و « الإستبصار »، و كتاب « بحار الأنوار » و « الوسائل ».

بحقّ روايتي و إجازتي عن جلّة من مشايخنا العظام ـ عطّر الله مراقدهم ـ و نذكرهم على ترتيب أيّام التحصيل عندهم:

أوّلهم: السيّد السند، و الركن المعتمد، العالم العامل، الفاضل الكامل، المحقّق المدقّق، صاحب الشرف و السعادة، و نور حديقة السيادة، المؤيد بلطف الله الخفي والجلي آقا سيّد حسين ابن العالم العامل، الفاضل الكامل، الفريد في عصره و زمانه، الفائق في التدين و العرفان والايقان على أمثاله و أقرانه السيّد أبي القاسم الموسوي الخوانساري ـ قدّس الله روحهما و زاد من عنده فتوحهما ـ، عن المولى الأعظم، و الفاضل المحدّث الفقيه المكرّم مولانا محمدّ صادق ابن العالم الفاضل المحقق المدقق، فريد أوانه و وحيد زمانه، العلاّمة الفهّامة مولانا محمد ابن عبدالفتّاح التنكابني المشتهر بسراب ـ أعلى الله مقامهما ـ، عن والده الجليل النبيل، عن علاّمة العلماء المحقّقين مولانا محمد باقر بن محمد مؤمن السبزواري ـ طاب ثراه ـ مؤلف « الكفاية » و « الذخيرة »، عن مشايخه الكرام ـ قدس الله أرواحهم ـ.

و أيضاً عن المولى محمد صادق المذكور، عن الشيخ الأفضل الأكمل الأعلم، ذي المناقب و المفاخر، السحاب الماطر الهامر، و البحر الزاخر مولانا محمد باقر المجلسي، عن أبيه العالم العامل الزاهد الربّاني، المحدث البارع الورع الصمداني مولانا محمد تقي ـ قدّس الله أرواحهما ـ، عن شيخ الإسلام و المسلمين بهاء الملّة و الدين ـ أعلى الله درجته ـ، عن مشايخه العظام ـ رحمهم الله تعالى ـ بطرق مذكورة في محالها متصلة بالمشايخ الثلاثة ـ رضي الله عنهم ـ منتهية إلى أصحاب العصمة ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ.

و ثانيهم: أستادنا الأعظم الأجل الأكرم، و شيخنا الأفضل الأكمل الأعلم، الإمام الهمام و النور التمام، محيي مراسم العلم بعد ماطفق يندرس في الفقه و الحديث و الأصول، و مجدّد معالم الدين و الإيمان بعد ماكاد ينطمس، في العمل بالفروع و الاستقامة على الأصول، البحر الزاخر و السحاب الهامر مولانا آقا محمد باقر ابن الأعلم الأفضل الأكمل، الواصل إلى جوار رحمة ربّه مولانا محمد أكمل ـ قدّس الله روحهما و كثر من عنده فتوحهما ـ، عن والده شيخ الفقهاء و أستاد الفضلاء في زمانه، عن أساتيده الفضلاء الكمّل، الذين كانوا فريدي دهرهم، و وحيدي عصرهم، و قلّما سمح الزمان بمثلهم مولانا ميرزا محمد الشيرواني، و الشيخ جعفر القاضي، و مولانا محمد شفيع الأسترآبادي، و قال: بل خالي العلاّمة المجلسي، و آقا جمال الدين محمد الخوانساري على ما أظن ـ تغمدهم الله بغفرانه ـ، عن مشايخهم المشهورين و أساتيدهم المعروفين، و الوسائط إلى الأئمة المعصومين ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ.

و ثالثهم: شيخنا و أستادنا آقا محمد باقر الهزارجريبي السابق الألقاب5 والد المستجيز، عن جلّة من مشايخه الكرام، منهم: المحقّق المدقّق، الكامل البارع المسدّد الحاج شيخ محمد ابن الحاج محمد زمان الأصفهاني ـ طاب رمسه ـ، و الشيخ الجليل الفاضل، الفقيه الكامل الميرزا إبراهيم القاضي ببلدة أصفهان، بحق روايتها([42]) عن السيّد السند، و الفاضل الأجل الأوحد، زبدة الفضلاء المحقّقين، شيخ الإسلام و معاذ المسلمين، الأمير محمد حسين بن الأمير محمد صالح الأصفهاني ـ حشرهما الله مع أجدادهما الطاهرين ـ، عن شيخ الفقهاء و المحدّثين، و خادم أخبار الأئمّة المعصومين ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ المولى محمد باقر بن المولى محمد تقي المجلسي، عن والده العلاّمة المتّقي، عن مشايخه العظام.

و رابعهم: الشيخ الأجّل، الأفضل الأكمل، العلاّمة الفهّامة، الفقيه النبيه، المحدّث البارع الورع، التقي النقي، الصفي الزكي الذكي الشيخ محمد مهدي الفتوني النجفي، عن شيخه رئيس المحدثين في عصره، و قدوة الفقهاء في دهره، المولى أبي الحسن الشريف العاملي النجفي، عن شيخه العلاّمة المجلسي، عن والده العلاّمة المتّقي، عن شيخ الإسلام و المسلمين، مشكوة الأنوار و مرآة الأسرار الشيخ بهاء الدين محمد العاملي، عن مشايخه العظام ـ قدّس الله أرواحهم ـ.

و أخذت منه ـ أيّده الله بلطفه و كرمه ـ ما أخذ منىّ مشايخي من مراعاة الإحتياط في القول و العمل، و بذل الجدّ و الجهد في الضبط و الاتقان و عدم الاغترار بالتسويف و طول الأمل، و أن لا ينساني في خلواته، و أن يذكرني عند ربّه في مناجاته و دعواته.

فليحفظ وصيتي إليه و الله حفيظ رقيب عليه، و أنا العبد الأقل الأذل الآثم ابن الحسن الجيلاني أبوالقاسم نزيل دار الإيمان قم ـ صانها الله عن التلاطم و التصادم ـ، و كان ذلك في يوم الأربعاء الحادي عشر من شهر شوّال من شهور سنة ألف و مأتين و عشرين و ثمانية، و الحمدلله أوّلا و آخراً و باطناً و ظاهراً، و الصلاة و السلام على محمد و آله أجمعين إلى يوم الدين.

صورة خاتمه الشريف: عبده أبوالقاسم بن حسن

 

صورة إجازة المولى أحمد النراقي

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله الذي كرّمنا بمتابعة سيّد الأنام، و عترته الغرّ الأماجد الكرام، و وفقنا للاقتداء بهم في الحلال و الحرام، و للنظر في أخبارهم و آثارهم لأخذ المسائل و الأحكام، و الصلاة عليه و عليهم ما دامت الشريعة ثابتة بالإسلام.

و بعد: فإنّ الحديث أحد الأصلين الأصيلين، و الحبلين الوثيقين، و لأمر([43]) ما اهتمّ عظماء الصحابة و كبراء التابعين، و من لحقهم من أعلام العلماء و سلفنا الصالحين بجمعه و تدوينه، و تعليمه و تبيينه، و بالأخذ من المشايخ بأحد وجوهه التي منها الإجازة.

و حيث كان العالم العامل الجليل، و العمدة النبيل، و المهذّب الأصيل، الأجلّ الفاضل، و البارع الكامل، المؤيّد المسدّد، الأوحد الأمجد، و السالك من طرق الكمال للأتقن الأسدّ، المحقّق الفطن، المطّلع المضطلع، التقي النقي، الذكي الزكي، اللوذعي الألمعي آقا محمد علي ابن العالم العلم العلاّمة، و الفاضل الفاصل الفهّامة، طود العلم الباذخ، و سنام([44]) الفضل الشامخ، جامع العلوم العقلية و النقلية، حاوي المكارم العلية السنية، أستاد العلماء الأعلام، و مرجع الفضلاء العظام، المبرور المغفور الصفي مولانا محمد باقر ابن محمد باقر المازندراني النجفي ـ قدّس الله روحه و منحه ريحانه و روحه ـ ممّن رتع في رياض العلوم الدينية، و كرع من حياض زلال سلسبيل الأخبار النبوية، و فاز بالحظ الأوفر الأسنى، و خطى([45]) بالنصيب المتكاثر الأهنى.

و استجازني فيما صحّت لي روايته و ثبت عندي درايته، و لمّا كان ـ أدام الله علاه، و خباه بما يرضيه و يرضاه ـ لذلك أهلا، و كان انجاح مطلوبه فرضاً لا نفلا، فأجزت له ـ أسعد الله جده ـ أن يروي عنّي كتاب «نهج البلاغة » في خطب أمير المؤمنين، و « الصحيفة السجادية » في أدعيه سيّد الساجدين ـ عليهما أفضل صلوات المصلّين ـ، و الكتب الأربعة التي عليها المدار في جميع الأعصار و الأمصار: « الكافي » و « الفقيه » و « التهذيب » و « الإستبصار »، و الكتب الثلاثة الجامعة لمتفرقات الأخبار: « الوافي » و « الوسائل » و « بحار الأنوار »، و سائر كتب الحديث و التفسير و الفقه و الإستدلال و الحكمة، و النحو و اللغة، و الأصولين و الرجال، وما برز منّي من كتب و رسائل، و تعليقات و مسائل، و طرقي إليها كثيرة لا تكاد تحصر خصوصاً مع ضيق المجال، و بلبال البال، إلاّ أنّ الميسور لايسقط بالمعسور كما هو المثل المشهور.

فمنها: ما أخبرني به قراءة و سماعاً و إجازة والدي و أستادي، و من إليه في جميع العلوم العقلية و النقلية استنادي، كشّاف قواعد الإسلام و حلاّل معاقد الأحكام، ترجمان الحكماء و المتألهين، و لسان الفقهاء و المتكلّمين، الإمام الهمام و البحر القمقام، اليم الزاخر و السحاب الماطر، الراقي في نفايس الفنون إلى أعلى المراقي مولانا محمد مهدي ابن أبي ذر النراقي مولداً، و الكاشاني مسكناً، و النجفي التجاءاً و مدفناً ـ قدّس الله سبحانه فسيح تربته و أسكنه بحبوحة جنّته ـ، عن مشايخه الفضلاء النبلاء العظماء:

أوّلهم: العالم العلم، بل الأجلّ الأعلم، الحبر المدقّق، و المجتهد المحقّق، ذوالنور الزاهر و الفضل الباهر، مؤسس أساس الشريعة الحقّة، و من وجب حقّه على الفرقة المحقّة، المحقّق الثالث و العلاّمة الثاني، الذي لا ثاني له و لامداني مولانا محمد باقر الأصبهاني البهبهاني ـ أفاض الله على روضته شآبيب الرحمة و الرضوان، و أسكنه أعلى غرفات الجنان ـ، عن مشايخه الكرام الذين هم: والده الأجلّ، الأوحد الأمجد، الأفضل الأكمل، مولانا محمد أكمل، و السيّدان السندان، و الموليان المعتمدان، العلاّمة الأوحد السيد محمّد الطباطبائي، و خاتم المحدّثين السيّد صدرالدين، عن مشايخهم و أساتيدهم بجميع طرقهم و أسانيدهم المتصلة إلى أرباب العصمة و شفعاء الأمة.

و ثانيهم: المحدّث الفاضل، و الفقيه الكامل، العالم الورع العامل، صاحب « الحدائق الناضرة » و غيره من المصنّفات الكثيرة الفاخرة الشيخ يوسف بن أحمد بن إبراهيم البحراني، عن مشايخه العظام.

و ثالثهم: النحرير المحقّق، و الفقيه الجامع المدقّق، علاّمة الزمان و وحيد الأوان الحاج شيخ محمد ابن الحاج محمد زمان الكاشاني أصلا و مولداً، و الأصبهاني رئاسةً و مسكناً، و النجفي خاتمةً و مدفناً، عن مشايخه الذين منهم: الشيخ الفاضل العلاّمة، و النحرير الكامل الفهّامة، ملاذ الفقهاء في عصره، الشيخ الأجلّ الأمجد الشيخ حسين بن الشيخ محمد الماحوزي البحراني.

و منهم: السيّد السند، الأجلّ الفاضل، و الفقيه العامل الكامل، شيخ الإسلام و المسلمين، و عمدة الفضلاء و المحقّقين الأمير محمد حسين ابن الأمير محمد صالح الأصفهاني الخاتون آبادي، ابن بنت العلاّمة المجلسي.

و منهم: المولى العالم البهي محمد قاسم بن محمد رضا الطبرسي.

و منهم: الزاهد العابد الربّاني الحاج محمد طاهر ابن الحاج مقصود علي الأصبهاني.

و منهم: المولى الجليل الفاضل ميرزا محمد إبراهيم القاضي، عن مشايخهم الكرام ـ قدّس الله أسرارهم ـ.

و رابعهم: الشيخ الأجل الأفضل، و الفقيه النبيه الأكمل، المحدّث البارع التقي، و العالم الورع النقي، الحبر الأوحدي الشيخ محمد مهدي ابن الشيخ بهاء الدين الفتوني العاملي النجفي، عن مشايخه الأجلاّء ـ روّح الله أرواحهم ـ.

و خامسهم: العالم العلم العلاّمة، و الشيخ المحقّق الفهّامة، أعجوبة الزمان و وحيد الأوان، العالم الربّاني مولانا محمد إسماعيل بن محمد حسين المازندراني الأصبهاني، عن الشيخ الفاضل الشيخ حسين الماحوزي المتقدّم، عن مشايخه الفضلاء ـ طيّب الله رمسهم ـ.

و سادسهم: الفاضل الأوحد، و العالم المؤيد، جامع المعقول و المنقول، حاوي الفروع و الأصول، الألمعي اللوذعي مولانا محمد مهدي الهرندي الأصبهاني، عن شيخيه الجليلين، النبيلين الكاملين: الشيخ حسين الماحوزي، و الأمير محمد حسين الخاتون آبادي المتقدّمين، عن مشايخهما الأعلام الكرام ـ طاب الله ثراهم ـ.

و منها: ما أخبرني به قراءة و سماعاً و إجازة غرّة الدهر و ناموس العصر، شيخنا الأعظم الأعظم الأكرم، و أستادنا الأعلم، الأمجد الأفخم، الإمام الهمام، و النور التمام، مالك أزمة الفضل و التحقيق، و من هو بكل مدح و ثناء حقيق، أستاد الكلّ في جميع العلوم، ومن أذعنت بفضله الخصوم، علم الأعلام، و محقّق الحقائق و الأحكام، المتبحّرالأجل الأكمل، و من انعقد عليه الخناصر في العلم و العمل، ذو المناقب و المفاخر، و البحر الزاخر، شيخنا المعتمد و أستادنا الأوحد، السيّد السند السيّد محمد مهدي بن السيد مرتضى ابن السيّد محمد الطباطبائي الحسني الحسيني الحائري مولداً، و النجفي مسكناً و تدفناً ـ قدّس الله روحه و زاد من عنده فتوحه ـ، عن مشايخه العظام الفخام الكرام و هم: المولى الأجل الأكرم مولانا محمد باقرالبهبهاني، و المحدّث الفقيه الكامل الشيخ محمد يوسف البحراني، و العالم النبيه الفاضل الشيخ محمد مهدي الفتوني المتقدّم بعض ألقابهم الشريفة ـ قدّس الله أسرارهم ـ، و العالم الفاضل، الفاصل الكامل، ذو المناقب و المفاخر مولانا محمد باقر الهزار جريبي المازندراني السابق شطر من ألقابه المنيفة، والد جناب المستجيز ـ روّح الله روحه ـ، و السيّد الجليل النبيل السيّد حسين القزويني، و المولى الفاضل العالم المولى عبد النبي القزويني أصلا، و اليزدي مسكناً، عن مشايخهم الأجلاّء العظماء ـ طاب ثراهم‌ـ.

و منها: ما أخبرني إجازة السيّد السند، و الركن المعتمد، الأسعد الأمجد الأوحد، شمس فلك الإفادة، بدرسماء الإفاضة، ملاذ الفضلاء و مرجع العلماء محيي آثار الشريعة النبوية، و مبيّن أحكام الملّة المصطفوية، صاحب الشرف و السعادة، و نور حديقة السيادة، فريد العصر و وحيد الدهر، الحبر المحقّق و المتبحّر المدقّق، زبدة المجتهدين و الفقهاء، و عمدة المحققين و العلماء، شيخنا التقي النقي، الذكي الألمعي، سيّدنا السيّد علي ابن محمد علي ابن أبي المعالي الطباطبائي الحائري ـ أدام الله له أيام الإفادة، و زيّن به كرسي العلم و محراب العبادة ـ، عن شيخه الأعلم الأعظم آقا محمد باقر البهبهاني السابق ألقابه الكريمة.

و من مشايخه أيضاً السيّد الجليل، و الفاضل النبيل، ذي الشرف الأصيل، و المجد الأثيل أمير عبدالباقي الأصفهاني، عن والده المعظم، المبرى من كل شين الأمير محمد حسين الخاتون آبادي المتقدّم ألقابه الشريفة، عن مشايخهما الأجلّة ـ قدّس الله أسرارهم ـ.

و منها: ما أخبرني به إجازة السيّد السند، الأكمل الأسعد و الفقيه النبيه الأمجد، جامع السجايا السنية، و حاوي المكارم العلية، ملجأ الأنام و مرجع الخاص و العام، العالم العامل، و المحدّث الكامل، شيخنا الورع العابد الماجد، و قدوة الأفاضل و الأماجد ميرزا محمد مهدي ابن أبي القاسم الموسوي الشهرستاني الحائري موطناً و مدفناً ـ شكر الله مساعيه و أنزله من الفردوس أعاليه ـ، عن مشايخه المقدسين المعظمين المكرمين: آقا محمد باقر البهبهاني، و الشيخ يوسف البحريني، و الشيخ محمد مهدي الفتوني السالفة أوصافهم القدسية، عن مشايخهم العظماء النبلاء ـ قدّس الله أرواحههم ـ.

و منها: ما أخبرني به إجازة شيخنا الأجلّ الأكرم الأرشد، و الأفخم الأمجد، العلاّمة الفهّامة، الفقيه النبيه، التقي النقي، الألمعي الصفي، علامة عصره و فريد دهره، غوث الفقراء و مرجع العلماء و ملاذ الفقهاء، شيخنا المكرم المفخم الأكبر الشيخ محمد جعفر النجفي ـ قدّس الله روحه ـ، عن شيخيه الجليلين العظيمين الكريمين: آقا محمد باقر البهبهاني، و السيّد السند المعتمد السيّد محمد مهدي الطباطبائي المتقدّم بعض ألقابهم الكريمة، عن مشايخهما العلماء المقدّسين ـ قدّس الله أرواحهم ـ.

وبما ذكرنا من الأسانيد و ما لم نذكره نروي جميع كتب أصحابنا وغيرهم بطرقه([46]) المعروفة إلى المشايخ المعروفين المذكورين في الإجازات، فاضل بعد فاضل و صالح بعد صالح إلى أن يتصل بالمعصومين من الأئمّة و شفعاءالأمّة.

وقد أجزت له ـ أدام الله مجده ـ رواية جميع ما ذكر عنّي، عن مشايخي الكرام الذين هم آبائي الروحانيين ـ جزاهم الله أحسن الجزاء ـ كيف شاء و أحبّ لمن أراد.

و طلبت ملتمساً منه ـ أدام الله بقاه ـ أن يذكرني بصالح الدعوات، و يجريني على خاطره الشريف في الحياة و بعد الممات، و أشترط عليه ما اشترط عليّ مشايخي من سلوك سبيل الإحتياط، المنجي عند المرور على الصراط، و إن كانت هذه الوصية ممّا لا ينبغي أن يلقى إليه، إلاّ أنّه ممّا جرى السلف الصالح عليه، و صلّى الله على خاتم النبيين خير خلقه محمد و آله الطاهرين الطيبين، صلاة متصلة إلى يوم الدين.

و حرّر ذلك بيمناه الداثرة اوتي بها كتابه في الآخرة، فقير عفو ربّه الباقي أحمد بن محمد مهدي ابن أبي ذر النراقي، حامداً مصلياً في دارالمؤمنين كاشان ـ صانها الله عن طوارق الحدثان ـ و كان ذلك في يوم السبت العشرين من شهر شوال المكرّم سنة ألف و مأتين و عشرين و ثمانية، والحمدلله أوّلا و آخراً و باطناً و ظاهراً.

صورة خاتمه الشريف: عبده أحمدبن محمد مهدي

 

صورة إجازة السيّد جواد العاملي([47])

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله كما هو أهله، و الشكرلله و الشكر طوله، و الصلاة على خير خلقه أجمعين، محمد الصادق الأمين، و آله الطيبين الطاهرين، و رضي الله تعالى عن مشايخنا و علمائنا أجمعين، و عن رواتنا([48]) المهتدين.

و بعد: فإنّ الطراز الأوّل، و السلف الصالح الذي عليه المعوّل، قد اعتنوا بالإجازة و الاستجازة، و ضربوا لها أباط الإبل في كل فَدْفَد و مَهْمَة و مفازة، و ما قنع المستجيز بالشيخ و الشيخين، بل طلب الزيادة ما تأتى له المزيد، كما يعلم ذلك من عرف مشايخ الكليني و الشيخ و المفيد، و من تقدّمهم كابن العطار و ابن الوليد و أحمد بن عيسى و الحسن بن محبوب و الحسين بن سعيد، ومن تأخّر عنهم كالمحقق و العلاّمة و الشهيد، و لا سيّما الأخير، فإنّه استجاز في الشامات و العراق للصغير و الكبير، من أنثى و ذكر من ولده، و أهل بلده، كما ستسمع، و ناهيك بما ينقل عن أحمد بن حنبل، فإنّه لم يسمع منه في بغداد و لم يقبل، حتّى رحل إلى الكوفة، و استجاز من علمائنا مع أن حالته في التعصب معروفة([49])، لأنّ نسبته([50]) ينتهي إلى الشارين الخارجين على أمير المؤمنين ـ عليه و على أخيه و آلهما الطاهرين سلام ربّ العالمين ـ، فحرص المخالفين على هذا الأمر، طلباً([51]) لعلوّ الشأن و عظمة القدر، و حرص الأصحاب عليه لأمرين، لأن كانت الإجازة على قسمين:

قسم للمحافظة على اليمن و البركة، و الفوز بفضيلة الشركة في النظم في سلسلة أهل بيت العصمة، و خزّان العلم و الحكمة، لأنّ من انتظم فيها فاز بالمرتبة الفاخرة، و فاز بسعادة الدنيا و الآخرة، و هذا هو المعروف المألوف في هذه الأزمان لا غير.

و قسم للمحافظة على الضبط و قوّة الإعتماد، و الأمن من التحريف و التصحيف و السقط في المتن و الإسناد، و هذا القسم يجري مجرى القراءة على الشيخ و السماع من فلق فيه. و هذا أمر معروف أيضاً بين الأقدمين لا شك فيه، و لذاترى المجازين يقولون ـ حيث يستجيزون الكتاب الذي نظره المجيز و عرف صحّته و شهد بالإعتماد عليه ـ: حدّثني و أخبرني، من دون أن يقول: إجازة.

و استوضح ذلك في المفيد، فإنّ علماء الرجال قد صرّحوا بأنّ أحمد بن محمد بن الحسن ابن الوليد و أحمد بن محمد ابن يحيى العطّار شيخا إجازة للمفيد، و ما زال هو يروي عنهما من دون أن يقول: إجازة.

فهو إمّا أن يكون قد سمع منهما و من أبي القاسم جعفر بن محمد ابن قولويه، لأنّه شيخه أيضاً جميع كتب أصحابنا مشافهين له بالخطاب، و إلاّ لما صحّ له أن يقول: أخبرني و حدّثني، أو عن أحمد مثلا، و من البعيد جدّاً أن يكون هؤلاء الثلاثة قرأوا عليه مخاطبين له كتاب « الكافي » و كتب سعد، و كتب محمد بن علي ابن محبوب، و كتب محمد بن أحمد بن يحيى العطّار و أحمد بن إدريس، و هلمّ جرّاً فصاعداً.

و إمّا أن يكون قد قرأ عليهم، أو على بعضهم بعض هذه، فيجب حينئذ عليه أن يقول: قراءة عليه.

ثمّ إنّه من البعيد أيضاً أن يكون قد قرأ عليهم جميع هذه الكتب، سلّمنا؛ لكنّ لأيّ شيء قيل: إنّ الأحمدين شيخا إجازة له، فهلاّ قيل: إنّهما شيخا إجازة و قراءة و سماع؟

و أمّا شيخه الرابع و هو محمد بن بابويه، فلا ريب أنّه لم يقرأ عليه و لم يسمع منه، اللّهم إلاّ أن يكون يوم استجاز منه قرأ من أوّل كل كتاب أجازه له حديثاً، و من وسطه حديثاً، و من آخره حديثاً كما و رد في الخبر، فالمفيد في روايته عن هؤلاء الثلاثة، و الشيخ في روايته عن مشايخه الخمسة و هم: المفيد و أحمد بن عبدون و الحسين بن عبيدالله الغضائري و علي بن أحمد بن أبي جيد و علم الهدى، إمّا أن يكونا قد سمعا جميع الكتب التي رويا عنها من جميع مشايخهم الأربعة و الخمسة.

و هذا يكاد يكون مستحيلا مع خلوّه في الواقع عن فائدة يعتد بها، أويكونا قرأها أو بعضها عليهم، فيكونان مع بُعده أيضاً مدلّسين و العياذ بالله عزّوجلّ و إلاّ لقال([52]): أخبرني قراءة، أو عن فلان قراءة، أويكونا استجازاها فيكونان أيضاً مدلّسين، و لا سيّما المفيد بالنسبة إلى الأحمدين، و إلاّ لقالا: يوماً عنه إجازة، أو أخبرني إجازة، فتعين أنهما قرآ بعضاً و سمعا بعضاً و أجيز لهما ما قرآه و سمعاه، و ما لم يقرآه و لم يسمعاه بمعنى أنّ مشايخهم عمدوا إلى كتاب معروف مقروء مصحّح و أجازوا لهما روايته، بمعنى أنّهم ضمنوا لهما صحّته و أباحوا لهما روايته عنهم، كما أنّ المتأخّرين جرت عادتهم بأن يقولوا: قرأ عليّ « المبسوط » مثلا قراءة مهذبّة و أجزت له أن يرويه عنّي، بمعنى أنّي ضمنت له صحّة الكتاب الذي قرأه عليّ و أبحت له روايته، فهذه الإجازة بهذا المعنى تجري مجرى السماع و القراءة، بل ربّما قيل: بأنّها أقوى منهما.

و قدنبّه على ذلك الأستاد ـ رضي الله تعالى عنه ـ في عدّة مواضع من تعليقه على الرجال([53])، و كانت عادتهم في الإجازة بهذا المعنى كعادتنا اليوم في الوجادة، نقول: قال الشيخ في « المبسوط » و ما في « التهذيب » و « المعالم » و غيرهما من أنّ الأعلى السماع، ثمّ القراءة، ثمّ الإجازة إلى آخره، فمبني على مذهب بعض أهل الدراية، و لعلّه لتعدّد نسخ الكتاب الواحد و عدم الإعتناء بضبطه، أو عدم الإعتداد به لمكان تقاصر الهمم باعتبار كبر الكتب و تعددها أو لأمور اُخر، و من لحظ ما حرّرناه و لحظ كلام « المعالم » مع تعريفه الإجازة ظهر له أنّ كلامه غير محرّر.

و أمّا محمد بن الحسن ابن الوليد فإنّه يعتبر في الإجازة القراءة أو السماع و أن يكون السماع فاهماً لما يرويه.

و ممّا ذكر أيضاً يسهل معرفة مشايخ الإجازة، و لقد أعيت معرفتهم على ناس كثيرين حتّى إنّ شيخنا و مولانا الآميرزا أباالقاسم صنّف في ذلك رسالة ما زاد فيها على أنّهم يعرفون بنصّ علماء الرجال، ثمّ إنّه سرد من طفرانهم نصّوا عليه بذلك، و لم يبيّن الوجه في النصّ على هذا دون هذا مع أنّهما معاً في وسط السند مثلا أو في أوّله.

و قد بيّنّا فيما كتبناه في « شرح طهارة الوافي » من تقرير الأستاد الشريف ـ رضي الله تعالى عنه ـ و غيره انّ لنا إلى معرفتهم طرقاً أربعة، و كيف كان فاحتفال رواتنا و علمائنا بالإستجازة أشهر من أن يذكر.

هذا شيخ القميين وفقيههم و رئيسهم و الذي يلقى السلطان غير مدافع أحمد بن محمد بن عيسى، بل هو شيخ أعيان الفرقة كسعد و محمد بن علي بن محبوب و أحمد بن إدريس و العطّار و صاحب « النوادر » و غيرهم من المشايخ الكبار، شدّ الرحال من قم على عظمته عند سلطان وقته و عدم أمْنِه منه إلى الكوفة، فأتى الحسن بن علي ابن بنت إلياس الوشّاء البغدادي ليجيزه كتاب أبان بن عثمان الأحمر و كتاب العلاء بن رزين القلا، فلمّا أخرجهما له قال: أحب أن تجيزهما لي، فقال: ما عجلتك اذهب فاكتبهما واسمع من بعد، فقال له: لا آمن الحدثان، فقال: لو علمت أنّ هذا الحديث يكون له هذا الطلب لاستكثرث منه، فإنّى أدركت في هذا المسجد تسعمائة شيخ كل يقول: حدّثني جعفر بن محمد.

و هذا شيخنا المفيد استجاز من الصدوق لمّا أتى بغداد و هو أعلم و أفضل منه، و قال في الردّ عليه في بعض رسائله: من وفق لرشده لا يتعرض لما لايحسنه([54]).

و هذا شيخ علم الهدى أبو غالب الزراري كتب إجازة لا بن ابنه و هو في المهد في رسالة طويلة و حكاية لطيفة.

و هذا شيخ الطائفة أجاز بنتيه جميع مصنّفاته و مصنّفات أصحابنا: أحدهما: زوجة الشيخ مسعود ورّام و هي أمّ أمّ أبي الفضائل، و الأخرى: أمّ ابن إدريس و يقال: إنّها كانت تحدو له بسورة الرحمن.

و قد استجاز شيخنا الشهيد لولديه محمد و علي و لأختهما فاطمة ستّ المشايخ، و لجميع المسلمين ممّن أدرك جزءاً من حيوته من جميع مشايخه في العراق و هم سبعة ستعرفهم.

و قال الشهيد الثاني: إنّه رأى خطوط جماعة من فضلائنا لأبنائهم عند و لادتهم، منهم: السيّد جمال الدين غياث الدين ابن طاوس، و شيخنا الشهيد([55])، قال: و عندي الآن خطوطهم لهم بالإجازة.

و أجاز السيّد فخار الموسوي الشيخ جمال الدين أحمد ابن صالح و هو صبىّ صغير لمّا مرّ بوالده يريد الحجّ، فأوقفه و الده بين يديه، فحفظ منه أنّه قال له: يا ولدي أجزت لك ما يجوز لي روايته، ثمّ قال له: و ستعلم حلاوة ما خصّصتك به. إلى غير ذلك ممّا يطول تعداده.

و لمّا كان العبد الصالح التقي النقي، المقدّس الطاهر مولانا آقا محمد علي ابن شيخ أكثر مشايخنا العلامة الماهر آقا محمد باقر المازندراني، قابلا للرواية، ] و [ مستعدّاً للدراية، مطّلعاً مضطلعاً، تقيّاً نقيّاً، ألمعيّاً زكيّاً، بالغاً درجة الفقاهة و الإجتهاد، معروفاً بالأصابة و السداد، و طلب منّي أن أجيزه ما يجوز لي روايته و إجازته، و جب عليّ إجابة مسئوله و إسعافه بانجاح مأموله.

فأجزت له أن يروي عنّي ما استجزته و قرأته و سمعته من السيّد الأستاد و رحمة الله سبحانه في البلاد و العباد، الإمام العلاّمة و مشكوة البركة و الكرامة، صاحب الكرامات أبوالفضائل مصنّف الكتاب المسمّى بـ « رياض المسائل » الذي عليه المدار في هذه الأعصار، النور الساطع المضي، و الصراط الواضح السويّ، سيّدنا و أستادنا الأمير الكبير السيد علي ـ أعلى الله شأنه و شأن من شأنه ـ، و من حسن نيّته و صفاء طويّته مَنّ الله سبحانه عليه بتصنيف « الرياض » الذي شاع و ذاع و طبّق الآفاق في جميع الأقطار، و هو ممّا يبقى إلى أن يقوم صاحب الدار ـ جعلنا الله فداه و منّ علينا بلقياه ـ، و هو عالم ربّاني و مخبت صمداني، رسخ في التقوى قدمه و سيط بالله لحمه و دمه، زهد في دنياه فقرّبه الله سبحانه و أدناه، و هو أوّل من علّم العبد و ربّاه، فكان أولى بأن نبدأ به أوّلا.

و هو ـ جعلني الله سبحانه فداه ـ يروي عن أستاد الأساتيد الذي لا يضاهي و لا يمثّل إلاّ بالشيخ و المفيد، العلاّمة الطاهر المطهّر، و المجدّد لمذهب الفرقة في القرن الثاني عشر، النور المشرق الباهر، مولانا الإمام الشيخ آقا محمد باقر ـ قدّس الله سبحانه لطيفه و أجزل اكرامه و تشريفه ـ، و هو يروي عن والده الأجلّ الأفضل ملاّ محمد أكمل، عن الآميرزا محمد بن الحسن الشيرواني، و المحقّق جمال الدين محمد بن العلاّمة حسين ابن جمال الدين الخوانساري، و العلامة الشيخ جعفر الشيرازي، عن الإمام العلاّمة المجلسي.

« ح »: و أن يروي ما رويته من دون واسطة عن الشيخ الأعظم، و البحر الغطمطم، العلامة المقدّم مولانا آقا محمد باقر الذي قد تقدّم، إجازة و سماعاً و قراءة.

« ح »: و ما رويته عن بحر العلوم و الحقائق، و شمس سماء الغوامض و الدقائق، فخر الشيعة و بدر الشريعة، الإمام الهمام، السيّد الأكبر الأعظم السيّد محمد مهدي ـ حشره الله سبحانه مع أجداده الطاهرين عليهم و عليه صلوات ربّ العالمين ـ.

و هذا الشيخ السيّد المبرز قد ضمّ إلى الإحاطة([56]) بالعلوم العقلية و النقلية، نفساً زكيّة أبيّة، و ذوقاً مستقيماً، و طبعاً سليماً، و ورعاً ضافياً، و تتبّعاً شافياً، فلم يرض بالنقل عن العيان، و بذلك ظهرت كتب القدماء في هذا الزمان، و بان في التعويل على النقل ما بان، و له من الكرامات و الإعجاز بان منها لنا ما بان، يوم تشيع اليهود و يوم كان بالحجاز.

و هو ـ رضي الله عنه و أرضاه و جعل الجنّة مع آبائه مثواه ـ يروي عن أستاد الكلّ في الكلّ، و الجنة الدائمة الاُكل، المولى الطاهر المتقدّم آقا محمد باقر على النهج المتقدّم، و يروي عن الشيخ الفاضل الكامل الفتوني، عن الشيخ الفاضل ملاّ أبي الحسن العاملي، عن الإمام المجلسي.

و يروي عن الشيخ الفاضل المحدّث الشيخ يوسف البحراني، عن المولى محمد رفيع، عن العلامة المجلسي.

« ح »: و أن يروي عنّي ما رويته عن أفضل المتأخرين، و سيّد المحقّقين، الإمام المخبت لله، الزاهد العابد الأوّاه، أبي المحاسن و المكارم، الإمام الأمين مولانا أبي القاسم صاحب « المناهج » و « الغنائم » و « القوانين » ـ أدام الله سبحانه حراسته للإسلام و المسلمين ـ، عن السيّد الفاضل السيّد حسين، عن الفاضل محمد صادق ابن عبدالفتاح المشهور بملاّ سراب، عن محمد باقر بن محمد مؤمن صاحب « الكفاية »، عن الشيخ البهائي، عن والده حسين بن عبدالصمد، عن الشهيد الثاني، عن الشيخ علي بن عبدالعالي الميسي، عن الشيخ علي بن عبدالعالي الكركي، عن الشيخ محمد ابن المؤذن ابن عمّ الشهيد، عن الشيخ ضياءالدين ابن الشهيد، عن والده الشهيد السعيد محمد بن مكّي، عن فخر المحققين و السيّد عميد الدين و أخيه السيد ضياء الدين و محمد بن القاسم ابن مُعَيَّه و المهنّا بن سنان و قطب الدين الرازي و السيّد محمد ابن زهرة، كلّهم عن آية الله الإمام العلاّمة، عن المحقّق نجم الدين جعفر، عن الشيخ نجيب الدين محمد بن نما، عن الشيخ محمد ابن إدريس، عن الشيخ عربي بن مسافر، عن الشيخ إلياس بن هشام الحائري، عن الشيخ أبي علي نجل الشيخ، عن والده شيخ الطائفة.

« ح »: و الشهيد الثاني يروي عن الشيخ أحمد بن خاتون، عن المحقّق الكركي، عن الشيخ علي بن هلال، عن أحمد بن فهد، عن المقداد، عن الشهيد.

و لنا طرق كثيرة هذان أوجزها، و لنا طرق إلى كتب العامّة من الأحاديث و التفاسير و اللغة، ذكرناها في جملة من إجازاتنا، و الحمدلله سبحانه أوّلا و آخراً، و باطناً و ظاهراً، و الصلاة على خير خلقه محمد و آله الطاهرين إلى يوم الدين.

و كتب العبد الأقلّ الأذلّ محمد الجواد ابن محمد الحسيني الحسني العاملي.

صورة خاتمه الشريف: يا جواداً لا يبخل على عبده محمد الجواد الحسيني([57])

أقول: إنّ في هذا التتميم الذي ألحقنا إلى الكتاب منافع و فوائد شتّى كما لا يخفى على اُولى النهى، فما قرأناك لا تنسى، فإنّه التذكرة و الذكرى، و اخفض جناحك للمؤمنين و لا تتبع الهوى، فإنّه يضلك عن سبيل الله، و الله على ما نقول وكيل، و حسبنا الله و نعم الوكيل.

قد فرغ من تأليفه و كتب بيمينه، فقير عفو ربّه الباقي محمد حسين ابن محمد علي، في الليل الثاني من ربيع الثاني من شهور سنة ألف و مأتين و خمسين و تسعة، و صحّحت التتميم و قوبلت الإجازات مع أصلها، و الحمدلله ربّ العالمين، و صلّى الله على محمد و آله الطيبين الطاهرين أجمعين، و الملتمس من الناظرين أن يستغفروا لي ربّي و يدعوني بالخير.

سجع مهر: الواثق بالله الغني محمد حسين بن محمد علي

 

[1]. راجع ترجمته في: تكملة أمل الآمل 5/459 ـ 461 ، مكارم الآثار 4/1223 ـ 1228 ، روضات الجنات 7/153 ـ 157 ، تكملة نجوم السماء 1/415 ، الروضة البهية 17 ، ماضي النجف و حاضرها 2/517 ـ 518 ، الكرام البررة 3/120 ـ 121 ، معارف الرجال 2/307 ـ 309 ، الفوائد الرضوية 576 ـ 577 ، معجم رجال الفكر و الأدب في النجف 3/1332 ـ 1333 ، أعيان الشيعة 10/26 ، تذكرة القبور للمهدوي 265 ، مصفى المقال 338 .

[2]. الذريعة إلى تصانيف الشيعة 18/178 .

[3]. الظاهر أنّه يراد به مفاتيح الشرايع للفيض الكاشاني كما في الذريعة 21/303 .

[4]. الذريعة إلى تصانيف الشيعة 3/39 .

[5]. کذا ، والصواب: خمس عشرة.

[6]. الذريعة إلى تصانيف الشيعة 3/39 الرقم 81 .

[7]. الذريعة إلى تصانيف الشيعة 20/222  الرقم 2674 .

[8]. أي: الحاج محمد إبراهيم بن محمد حسن الكلباسي الأصفهاني المتوفى سنة ( 1262 ) .

[9]. الكافي 1/48 ح 4 ; الخصال للصدوق 287 ح 43 .

[10]. الكافي 1/37 ص 7 .

[11]. الكافي 2/113 ـ 116 .

[12]. خ ل: أبلغ .

[13]. النجم: 3 ـ 4 .

[14]. خ ل: سخرة .

[15]. کذا ، و الصواب: قم.

[16]. الذريعة إلى تصانيف الشيعة 14/116 ـ 117 .

[17]. المترجم في: الكرام البررة 1/188 ـ 189 .

[18]. خ ل: ما يتأتي .

[19]. الذريعة إلى تصانيف الشيعة 20/222 .

[20]. الذريعة إلى تصانيف الشيعة 20/33 .

[21]. و هو قريب ستّة أشهر أو أزيد ( منه عفي عنه ) .

[22]. الذريعة إلى تصانيف الشيعة 4/415 .

[23]. الذريعة إلى تصانيف الشيعة 3/39 .

[24]. الذريعة إلى تصانيف الشيعة 30/222 .

[25]. الذريعة إلى تصانيف الشيعة 18/162 .

[26]. الذريعة إلى تصانيف الشيعة 11/249 .

[27]. الذريعة إلى تصانيف الشيعة 18/262 .

[28]. الذريعة إلى تصانيف الشيعة 7/78 .

[29]. الذريعة إلى تصانيف الشيعة 21/343 .

[30]. الذريعة إلى تصانيف الشيعة 3/67 .

[31]. الذريعة إلى تصانيف الشيعة 12/162 .

[32]. الذريعة إلى تصانيف الشيعة 2/466 .

[33]. الذريعة إلى تصانيف الشيعة 3/323 .

[34]. الذريعة إلى تصانيف الشيعة 20/164 .

[35]. الذريعة إلى تصانيف الشيعة 20/105 بعنوان: مجموعة المسائل الفقهية المتفرقة .

[36]. و هو ما لا يحتاج إلى الجمع « منه عفي عنه » .

[37]. الذريعة إلى تصانيف الشيعة 18/177 .

[38]. كالحكّام و الظلمة التي ليس ذكرها تقتضي المصلحة « منه عفي عنه » .

[39]. و هو ملا محمد حسن الدهنوي « منه » .

[40]. من مات غريباً فكأنّما مات شهيداً « منه » .

[41]. خ ل: فارتقبه .

[42]. خ ل: روايتهما .

[43]. في هذا اللفظ نوع خفاء في الأصل « منه عفي عنه » .

[44]. خ ل: ستام .

[45]. خ ل: خطن .

[46]. كذا في الأصل ، و الصحيح: بطرقهم .

[47]. و قد حصلت على نسخة ثانية من هذه الإجازة بخط السيّد زين العابدين بن أبي القاسم الموسوي الخوانساري والد صاحب الروضات، كتبها في سنة 1285 ، و النسخة موجودة في نهاية مجموعة في مكتبة المرحوم العلاّمة الآية السيّد حسن الفقيه إمامي بأصفهان برقم ( 147 ) ، و قد قابلت الرسالة معها و أشرت إلى مواضع الخلاف في الهامش برمز « خ ف » .

[48]. خ ل: راوتنا .

[49]. في خ ف: معرفة .

[50]. في خ ف: نسبه .

[51]. في خ ف: طلب .

[52]. في خ ف: لقالا .

[53]. قال في ترجمة العبيدي: إنّ أهل الدراية غير متفقين على المنع من الرواية إجازة من دون ذكر هذه اللفظة إلى آخره « منه عفي عنه » ، تعليقة منهج المقال للوحيد البهبهاني 323 .

[54]. عدم سهو النبي صلى الله عليه و آله 20 ، و فيها: و لو كان ممن وفق لرشده لما تعرض لما لا يحسنه .

[55]. أي: الشهيد الثاني « منه رحمه الله » .

[56]. في خ ف: بالإحاطة .

[57]. في خ ف: و قد كتبت هذه النسخة من وجه نسخة الأصل التي كانت بخط المجيز المبرور عليه رضوان الله الملك الغفور ، و ذلك في ليلة السلخ من ذي القعدة الحرام سنة 1285 و الحمدلله . و نقش خاتمه الشريف هكذا: الجواد لا يبخل على عبده محمد الجواد الحسيني .

منبع: جشن نامه استاد اشکوری

نظر شما ۰ نظر

نظری یافت نشد.

پربازدید ها بیشتر ...

مرز غلو و اعتدال در عقاید شیعه از دید یک دانشمند عصر صفوی «محمد یوسف بیک»

رسول جعفریان

نوشته حاضر، مقدمه این بنده خدا برای کتاب «معرفة الابرار و نور الانوار فی معرفة الائمة الاخیار ع (تأل

مکتب درفرایند تکامل: نقد و پاسخ آن

آنچه در ذیل خواهد آمد ابتدا نقد دوست عزیز جناب آقای مهندس طارمی بر کتاب مکتب در فرایند تکامل و سپس پ